الحب المشروط
أن وجودنا في الحياة هو دليل على أن الله يحب كل خلقه. لو لم يحبنا الله سبحانه وتعالى، لما أراد وجودنا وأعطانا هبة الحياة، بكل ما فيها من ابتلاءات ونعم. ولكن حب الله لنا يختلف عن حب البشر أو طبيعة حب البشر لبعضهم البعض.
ولكن هناك الحب المشروط.
ذلك الحب الذي يبدو في ظاهره صحيحًا، لكنه في حقيقته يخالف مبادئ الإنسانية. هناك الكثيرون يتحكمون في إظهار مشاعرهم، وتعتقد أنهم يفعلون ذلك لوجه الله، لكن الحقيقة تكون مختلفة. حتى أن هناك من يحب الله لأن الله أعطى ويسر له، وإن منع عنه يبتعد عن الله. هذا ليس حبًا، بل مصلحة وشراكة تحت مسمى شراكة حب.
فإن فعلت كذا فأنت حبيبي، وإن لم تفعل فأنت لن تكن.
هذا النوع من الحب ظاهره لطيف، وباطنه مصلحة. الحب الحقيقي هو أحاسيس ومشاعر لا تقاس ولا تقسم ولا تقيم، بل إنها فطرة.
لا تخدع الآخرين بكلام معسول.
إن لم تستطع أن تحب بدون شروط، فلا تمد يدك لمن يعطي بحب بلا شروط أو قيود. الحب هو أن تعطي بلا مقابل، أن تشعر بالآخرين وتحتويهم دون انتظار شيء في المقابل. إنه الفطرة التي تجعلنا بشرًا، والتي تجعل من الحب أسمى المشاعر.
وفي النهاية، الحب هو انعكاس لروح الإنسان. هو القوة التي تربطنا ببعضنا البعض وبالخالق. هو النور الذي يضيء دروبنا كما تضيء النجوم سماء الليل، والدفء الذي يملأ قلوبنا في أوقات البرد. الحب الحقيقي لا يعرف الشروط ولا القيود، بل هو عطاء مستمر ينبع من أعماق الروح، ليصل إلى أعماق الأرواح الأخرى.
"من نماها وسقاها أخذ ثمارها خالصة، ومن أعطشها لن يجني سوى بورها"
شريف المنيري
No comment